Kamis, 12 Januari 2012


أسباب نزول القرأن العظيم
نزل اللّه القرأن ليهدى الإنسانية الى المحجة الواضحة , ويرشدها الى الطريق المستقيم , ويقيم لها أسس الحياة الفاضلة التى تقوم دعامتها على الايمان باللّه ورسالته , ويقرر أحوال الماضى , وواقع الحاضر , وأخبار مستقبل .
علمنا فيما سبق أن القران الكريم نزل منجما على الرسول صلى الله عليه وسلم فى نحو ثلاث وعشرين سنة نزلت كل آية منه لحكمة وغاية , جماع هذه الحكم والغايات تشريع ما فيه سعادة الإنسان فى دنياه وآخراه , ويمكن اعتبار ذلك سببا عاما لنزول كل آية من آيات القران ولكن العلماء قصدوا الى الأسباب الخاصة قصدا أوليا بعد أن عرفوا هذا المقصد العام فتتبعوا ما نزل على سبب معين , أو حادثة بخصوصها أو نزل دفعا لشبهة أو اجابة عن سؤال , ونو ذلك ففسروا هذه الآيات وفقا لأسباب نزلها أولا , ثم نظروا فى شمول أحكامها لجميع المخاطبين , وعدم شمولها .
ولاشك أن تفسير الآية يرتبط بسبب نزولها ارتباطا وثيقا , فعليه المعمول فى فهمها ولا سيما إذا كانت لاتتناول بعمومها جميع المخاطبين , وأكثر القرأن نزل ابتداء لهذه الأهداف العامة , ولكن الصحابة رضى اللّه عنهم في حياتهم مع رسل اللّه صلى اللّه عليه وسلم قد شاهدوا أحدات السيرة , وقد يقع بينهم حادث خاص يحتاج الى بيان شريعة اللّه فيه أو يلتبس عليهم أمر فيسألون رسول اللّه لمعرفة حكم الاسلام فيه , فيتنزل القرأن لذالك الحادث أو لهذا السؤال الطارئ , ومثل هذا  يعرف بأسباب النزول .
فى كتاب المدخل قال الشيخ محمّد بن محمّدأبو شهبة بأن القران من حيث سبب النزول وعدمه ينقسم الى قسمين :
§       ما نزل إبتداء منغير سبب نزل خاص , وهوكثير في القران العظيم . وذلك مثل الآيات التى اشتملت على الأحكام و الأدب , التى قصد بها ابتداء هداية الخلق وإرشادهم الى مافيه سعادتهم في الدنيا و الأخرة .
§       مانزل مرتبطا بسبب من الأسباب الخاص , وهو موضوع بحثنا الآن , وليس منقصدنا في هذاالمبحث استبعاب آيات القرأن , التى نزلت لاسباب خاص وذكر أسبابها .
ما هو أسبا ب النزول؟
سبب النزول هو ما نزلت الآية أوالآيات متحدثة عنه , أو مبنية لحكمه أيام وقوعه . و المعنى أن حادثة وقعت, أو سؤالا وجه الى النبى صلى الله عليه وسلم. فنزل الوحى بتبيان ما يتصل بهذه الحادثة , أو بجواب هذا السؤال . والمراد بأيام وقوعه هو أن تنزل بعده مباشرة أو بعد ذلك بقليل , مثل الآيات المتعلقة بقصة أهل الكهف فقد نزلت بعد خمسة عشر يوما من سؤالهم النبى ومثل حادثة الإفك . فقد نزلت الآيات المتعلقة بذلك بعد شهر . وهذا القيد فى التعريف : يخر الأيات التى تنزل إبتداء . بينما هى تتحدث عن قصص الأنبياء وأحوال الأمم معهم أو عن بعض الحوادث الماضية أو تتحدث عن مستقبل كا اليوم الأخر وما فيه من نعيم أو عقاب فإن هذاالنصوص والأحداث لا تعتبرأسباب نزول فتنبه لذلك , ولاتغلط فيه كماغلط بعض العلماء .
 قال الشيخ مناع القطان يكون سبب النزول قاصرا على أمرين :
·       أن تحدث حادثة فيتنزل القران  الكريم بشأنها . وذلك كا الذى روي عن ابن عبّاس قال : لما نزلت ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) خرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا , فهتف : يا صباحاه ( فا جتمعوا إليه , فقال : أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا تخرج بسفح هذا الجبل أكنّم مصدقي ؟ قالوا : ما جربنا عليك كذبا , قال : فانى نذير لكم بين يدي عذاب شديد , فقال ابو لهب : تبّا لك , إنما جمعتنا لهذا ؟ ثم قام فنزلت هذه السورة (تبت يداأبي لهب وتب ).
·       أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء فيتنزل القران ببيان الحكم فيه .
ولايعنى هذا ان يلتمس الإنسان لكل آية سببا , فإن القران لم يكن نزوله وقفا على الحوادث والوقائع , أو على السؤال والاستفسار و بل كان القران يتنزل ابتداء , بعقاعد الإيمان , وواجبات الإسلام , وشرائع الله تعالى فى حياة الفرد وحياة الجماعة , قال الجعبرى : نزل القران على قسمين : قسم نزل ابتداء , وقسم نزل عقب واقعة أو سؤال .
طريقة معرفة أسباب النزول :
لاطريق لمعرفة أسباب النزول , ولامجال للعقل فيه إلا بالتمحيص والترجيح , ويعتمد العلماء في معرفة أسباب النزول على صحة الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عن الصحابة , فإن إخبار الصحابى عن مثل هذا إذا كان صريحا لايكون بالرأى بل يكون له حكم المرفوع .قال الواحدى فى كتاب أسباب النزول : "لايحل القول فى أسباب نزول القران إلا بالرواية و السماع , ممن شاهدوا التنزيل , ووقفواعلى الأسباب ويحشوا عن علمها , وجدوا فى الطلب, أى بالغوا فى طلب العلم .
وهذا هو نهج علماء السلف , فقد كانوا يتورعون عن أن يقولوا شيئا فى ذلك دون تثبت .
فالمعول عليه فى أسباب النزول هم الصحابة , ومن أخذعنهم من التابعين. واذا كان هذا هو قول ( ابن سيرين ) منأعلام علماء التابعين تحريا للرواية , ودقة فى الفصل , فإنه يدل على وجوب الوقوف عند أسباب النزول الصحيحة , ولذا فإن المعتمد من ذلك ففيما روى منأقوال الصحابة ما كانت صيغته جارية مجرى المسند , بحيث تكون هذه الصيغة  جازمة بأنها سبب النزول .
ومعرفة سبب النزول أمر يحصل للصاحبة بقرائن تحتف بالقضايا , وكثيرا ما يجزم بعضهم بالسبب , وربما لم يجزم .وذهب السيوطى الى أن قول التابعين إذا كان صريحا فى سبب النزول فإنه يقبل , ويكون مرسلا , إذغ صحّ المسند اليه , وكان من أئمة التفسير الذين أخذوا عن الصحابة كمجاهد , وعكرمة , وسعيد ابن جبير واعتضد بمرسل آخر .
حكم قول الصحابى فى سبب النزول :
وقول الصحابى فى سبب النزول . له حكم المرفوع , كما نبه على ذلك الحاكم وابن الصلاح وغيرهما من أئمة علوم الحديث , لأنه قول فيما لامجال للرأى فيه , ويبعد كل البعد أن يقول ذلك من تلقاء نفسه , فهو محمول على السماع أو المشاهدة .
وقول التابعين فى سبب النزول . له حكم المرفوع إلا أنه مرسل , فقد يقبل إذا صح السند إليه , وكان  منأئمة التفسير , الأخذين عن الصحابة .
فووائد معرفة سبب النزول :
        لمعرفة سبب النزول فوائد كثيرة, منها :
*    بيان الحكمة التى دعت الى تشريع حكم من الأحكم , وإدراك مراعاة الشرع للمصالح العاملة فى علاج الحوادث رحمة بالأمة .
*   تخصيص حكم ما نزل ان كان بصيغة العموم بالسبب عند من يرى أن العبرة بخصوص السبب لا بعموم اللفظ .
*   اذا كان لفظ ما نزل عاما وورد دليل على تخصيصه فمعرفة السبب تقصر التخصيص على ما عدا صورته , ولا يصح إخراجها .
*   دفع توهم الحصر , فيما ظا هره الحصر .
*   الإستعانة على فهم الآية , وإزالة الإشكال عنها .
*   معرفة سبب النزولخير سبيل لفهم معانى القران , وكشف الغموض الذى يكتنف بعض الآيات في تفسيرها ما لم يعرف سبب نزولها .
*   معرفة اسم ما نزلتفيه الأية , وتعيين المبهم فيها , الى غيرما هناك من فوائد أخرى
جليلة .
هذا الإختصا ر البسيط  فى بحث أسباب النزول  من كتاب الشيخ منّاع القطان فى مباحث علوم القران , كتاب التبيان في علوم القران ,  كتاب المداخل,وكثير من الكتاب التى نقلت لإختصار هذا البحث .هذا منى عفوا على كل الخطيئات , وشكرا على فضيلتك يا أستاذ .

Tidak ada komentar:

Posting Komentar